الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

الخطاب "الديني" لحركة فتح و سلطتها...



على الرغم من ان ميثاق حركة فتح (جد والله عندهم ميثاق) لا يحتوي على كلمة علمانية (و لا يوجد اشاره الى الدين ايضا) فان الكثير من ابناء الحركة – عن هبل او عن علم – يعرفون حركتهم على انها علمانية... وليس لدي شخصيا مشكلة مع العلمانية او الشيوعيه او غيرها... فكل من لديه مبدأ و يحترمه يستحق قدرا من الاحترم، بعكس من يسير عن هبل و فهلوة و يدعي انه يقود شعبا يبحث عن دولة، و يورط نفسه مع دول عظمى ترسم سياساتها مؤسسات ضخمه بينما سياسته تعتمد بشكل رئيسي على جيب بنطاله او فكر اشخاص بالكاد اكملوا الثانوية العامة...
***
بداية القصة كانت مع فوز حماس (و التي تعرف نفسها على انها حركة دينية) في التشريعي، يومها خرج مفكري حركة فتح على الفضائيات لاقناع العالم ان حماس فازت لانها استغلت الدين لترهيب الناس، و كأن حماس كانت تصدر صكوك غفران لمن انتخبها. طبعا هم كذبوا الكذبه و صدقوها، بل اقنعوا انفسهم بذلك قبل الانتخابات، فجبريل الرجوب كان يتحدث في احدى حملاته الانتخابية عن عواقب فوز حماس و يحذرنا من مصير البنوك التي سوف تغلق ابوابها ثم وجه كلامه الى سيدة لم تكن تغطي رأسها:"انتي بكرة لو فازت حماس بتقدري تطلعي هيك من باب دارك"...

و بعد ذلك باشهر بدأ ابناء الشبيبه في الجامعات يلفون رؤوسهم بعبارة "الله اكبر" او يذيلون الكوفية بـ "الله اكبر" و "لا اله الا الله". ثم تطورت لغتهم مع الكتله الاسلامية لتشمل معايرتهم بأن حركتهم الاسلامية تتحالف مع "الملحدين" الشيوعيين امثال الجبهه الشعبية و الديموقراطية، و انهم يدعون الى حكومة وحدة مع "الكفار" العلمانيين الفتحاويين !
و بعد حرب لبنان و بروز حزب الله و دخول ايران على الخط، تطورت اللغه لتصبح ليس فقط دينية، بل دينية متعصبة من قبيل لغة القاعده و اخواتها، فاصبحوا يتحدثون عن ايران "الشيعية"، بل و في معرض شتائمهم لحماس خاصة بعد "الانقلاب الدموي" كانوا ينعتونها بالشيعه!! و كأنها مسبه!

و قد وصل الهبل الى اعلى مستوياته عقب ازمة الحجيج اواخر 2008، حين وصف رئيسهم (ابو مازن) حماس بـ كفار قريش!! مثل هذا الخطاب (العلماني جدا) لم تصل اليه حماس (الحركة الدينية) في اسوء تخبيصاتها، ربما لان الاخ ابو مازن كان ذاهبا الى الحج و تأثر بالجو الايماني خصوصا مع وجود كبير المفاوضين و خادم الحرمين. حتى انه حرص على ان يظهر بملابس الاحرام الى جانب كبير مفاوضيه... و قد وجه ابو مازن في احد خطاباته النارية كلامه الى الفتحاويين بالقول: صبرا ال ياسر !!

و امتد ما سبق ليشمل السلطه ككل، فمن منا يعرف اسم وزير اوقاف في الحكومات السابقه لحكومة فياض؟، و من لا يعرف وزير الاوقاف الحالي الهباش بالله –رضي الله عنه- ففي كل مناسبة دينية ينقل لنا تلفزيون فلسطين خطب الهباش بدلا من خطب المسجد الاقصى كما في السابق، و اصبحنا نجد بشكل اسبوعي "فتاوي" الهباش في وكالات الانباء، و معظمها موجه لحماس (بحكم انه عنده خبره فيهم اخو الشلن). المعروف ان الهباش ليس من فتح، لكنه يبدو فتحاوي اكثر من الفتحاويين، فمن يتابع ايا من خطبه العصماء سيستنتج ان ربه ابو مازن و دينه السلطة.
***
اخيرا فان مصدرا غير موثوق بالمرة يدعي ان هناك قانونا يجري دراسته في أطر حركة فتح* بخصوص الانتساب للحركه، حيث يؤكد المصدر اياه – غير الموثوق – ان اي شخص يريد الالتحاق بحركة فتح عليه ان يحفظ سورة الفتح، و ان التسميع يكون في مكتب الاخ محمد دحلان بحضور وزير الاوقاف محمود الهباش ضمن حفل استقبال الاعضاء الجدد و يتم نقل الحدث عبر تلفزيون فلسطين على الهواء مباشره.
***
تحديث: الهباش -رضي الله عنه- يدعو المواطنين الى تأدية صلاة عيد الفطر في العراء اقتداء بسنة الرسول عليه السلام
لا تستغربوا اذا وصف الهباش قريبا المفاوضات المباشره بانها سير على خطا الرسول عليه السلام، لانه كان يجتمع باليهود و بل و يعقد معهم المعاهدات... و من الممكن ان يعتبر نفسه و محمد دحلان من "المهاجرين" بحكم هجرتهم من غزه الى رام الله عقب اضطهاد حماس (كفار قريش)، وبذلك يكون ابو مازن و جماعة رام الله من "الانصار" حيث اووا و نصروا من "هاجر"... و يعيد التاريخ نفسه، فيقيم "المهاجرين" -بمساعدة "الانصار" دولتهم العتيدة في رام الله ثم تتجه عيونهم الى فتح غزه...

___________
*من الغير المعروف ما المقصود تحديدا بـ "أطر حركة فتح" لكنه تعبير يتردد كثيرا في الاونه الاخيره خصوصا في تصريحات الاخ محمد دحلان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق