الأربعاء، 18 أغسطس 2010

تطبيق نظرية النشوء و الارتقاء على حركة فتح

في البداية دعونا من الشق الاول للنظرية (النشوء) عن كيفية نشوء الحياة، لانه غير مثبت علميا اولا، و ثانيا مرفوض من الغالبية لاسباب معروفة و ثالثا فان تطبيقه غير واضح على هذه العينة...

اما عن الشق الثاني (الارتقاء) فهو يحدث عن طريق ما يسمى الاصطفاء الطبيعي (ويكيبيديا): حيث يتم تفضيل صفة مورثة لتصبح أكثر شيوعا في الأجيال اللاحقة. السمات غير المفضلة المورثة تصبح شيئا فشيئا أقل شيوعا. يعمل الاصطفاء الطبيعي على النمط الظاهري على السمات الظاهرة الملاحظة في الكائن الحي : فالكائنات الأسرع عدوا أو الأقوى هي الأقدر على البقاء وإنتاج أجيال لاحقا من النمط الظاهري المفضل.

للتنويه، فان الصفات ليس دائما حميدة، فمثلا في حالة الجراثيم، الجراثيم الاقوى و الاكثر فتكا تصبح اكثر شيوعا، بينما الضعيفه تتلاشى.
***

قد يبدو للبعض ان هذا الكلام نظري بلا تطبيق او انه في حدود علم الاحياء، لكنه في الواقع يكاد يكون سنة من سنن الحياه، و له تطبيقات عديدة في حياتنا اليومية، تتعدى الوراثة و الجينات و حبات البازيلاء:

فمثلا، لمس الامريكان و قوات التحالف تطبيقات هذه النظرية على ارض الواقع في افغانستان، فمنذ بداية الحرب عام 2001، وهم يقتلون يوميا عناصر طالبان، لكن مع كل سنة تمر فأن مقاومة طالبان تشد بدل ان تضعف،و السبب -بحسب محلليهم- هو الارتقاء: العناصر الهامله تموت، و العناصر القوية قادرة على البقاء، و مع تناقص عدد العناصر اصحاب الصفات الضعيفه، تبدأ الصفه القوية بالظهور شيئا فشيئا و تصبح هي السمة الغالبة و بذلك تشتد المقاومة بدل ان تضعف.

اذا تفكر الانسان فيما حوله، فسيجد تطبيقات غير منتهيه، ابتداء من الحارة الفلانية الى المدينه الفلانية الى الحمولة الفلانية الى الفصيل الفلاني.

و على سيرة الفصيل الفلاني، فاذا نظرنا في واقعنا الفلسطيني، و تحديدا مسيرة حركة فتح منذ نشأتها حتى ما وصلت اليه و كيفية "ارتقائها" لوجدنا ان هذا المجال واسع ويحتاج الى المزيد من الدراسة و التعمق:

مع نشأة حركة فتح في اواسط الستينات، بدأ ظهور صفات كـ "الزعرنة" و "مسح الجوخ" و "اللهث وراء الدولار و الدينار" و مع ان هذه الصفات كانت قليلة (و لكن موجوده حتى بين القيادة، انظر: ابو اياد و ابو الزعيم، ابو حسن)* الا انه و بسببها مسحوا فينا الارض في الاردن و لبنان في السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي.

و مع انقراض الجيل الاول – الحرس القديم- باستثناء بعض الاسماء كـ ابو مازن – اطال الله عمره- (عنجد، لانه اذا بروح بيجي واحد العن منه) فانه و بدلا من اختفاء الصفات المذكورة سابقا (لانها كانت من اسباب بهدلتنا) فأنها بدأت تنتشر حتى اصبحت اليوم السمة الرئيسية لحركة فتح، و السبب (و الله اعلم) ان القيادة كانت تفضل اصحاب هذه الصفات على الاخرين، و شيئا فشيئا، انتشرت بين القاعده فيما تراجعت الصفات المضادة حتى اصبحت شبه معدومة**.

***

أخيرا فأن هذه الدراسة المتواضعه تفتح الباب للمزيد من البحث في هذا الموضوع خاصة انه لم يسبق و أن طرق احد هذا الباب من قبل، كما انها تدعوا الباحثين الى دراسة نظريات اخرى من قبيل "النسبية" و "مبدأ اللايقين" و تطبيقاتها في واقعنا الفلسطيني...

ولا تنسوا ابو مازن و جماعته من صالح الدعاء لانه ما حدا بضمن شكل خلفائهم (او كما قال المفكر العربي عادل امام: الريّس اللي تعرفه احسن من الريّس اللي متعرفوش)

___________________
* تدور الانباء مؤخرا عن ان المناضلين المعروفين قدا قاما بعملية اختطاف لصالح السعودية مقابل حفنة ملايين من الدولارات. من ناحية اخرى اكدت العديد من المصارد ان ابو حسن (علي حسن سلامه) هو عاميل خالص للـسي اي ايه، و قد كان ابو عمار على علما بذلك.

**حتى ان البعض ذهب الى حد القول ان الاختصار ف ت ح ، تغير من حركة التحرر الوطني الفلسطيني الى فاشل تافه حقير حيث انها بعض السمات الشائعه اليوم في الحركة، لكن لم يجد الباحث دليلا على ذلك حتى الان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق