الأربعاء، 18 أغسطس 2010

من شعب الجبّــاريــن الــى شعب الشحـــاديــن...


طبعا لا يخفى على عاقل ان الشعارت التي كان يطلقها الزعيم الراحل ياسر عرفات لا تعدو مجرد كونها شعارات جوفاء هدفها تحريك مشاعر فئات معينة من الشعب، و هي ان دلت على شيء (الى جانب استهبال الشعب) فانما تدل على الطريقه الفهلوية التي كان يتميز بها المرحوم، و التي تركت اثرا واسعا على طريقة تفكير الشعب الفلسيطيني، الذي ما انفك يردد "بالروح بالدم نفديك يا ابو عمار" وهذا الشعار الاجوف الاخر لا يختلف كثيرا عن شعاراته رحمه الله، مهو هذا الزعيم من ذاك الشعب. طبعا اتبهدل، و انحشر في غرفتين في المقاطعه لمدة اربع سنين، و بالاخر سمّوه (من السم) جماعته تبعين ال"بالروح بالدم" و ولا حدا سأل فيه و لا ما يحزنون، و لسان حالهم يقول "بالروح بالسم نفديك يا ابو عمار".

***
من اقوال الزعيــم:
يــا جبــل... مــا يهزك ريــح...
اكدت تجارب السنوات الماضية صحة هذه المقولة، ما بته
زّه ريح، صحيح الى حد بعيد... بس بتهزّه الرواتب هز، بتلعن سنسفيل اهله، و مش بس بتهزّه، بتنسف الجبل من اساسه... و البركه في السلطة و من انشأها...

***
عل القـــدس رايحيــن... شهـــداء بالملاييــن...
(و في رواية اخرى: عل الـؤدس رايحين.. شهـــداء بالملاييــن...)
و المقصود و الله اعلم، اننا رايحين على القدس، بس بعد ما يفرجها رب العالمين و تحرر، و في ذلك الزمان، نكون قد استتشهدنا جميعا، فيحملون اكفاننا و يتوجهون بها نحو القدس شهداء بالملايين (لكن من غير المعروف ما سنفعل في القدس حينها).
و يجب التنويه انه و قبل ان يعود و يقيم هو و جماعته سلطته المصونه، كان باستطاعة اي فلسطيني ان يستقل سيارته الشخصية و يتو
جه نحو القدس حيا يرزق مش شهيدا شهيدا.

***
شعب الجبّــاريــن...
بعد اكثر من 15 عاما على قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، فان الشعب الفلسطيني غدا اقرب الى الشحادين منه الى الجبّارين، السلطة -حفظها الله- حولت ثلث ارباع الشعب الى موظفين فيها، و لانها سلطة مسخ مخلوقه في وضع مشوه اساسا، فأنه لا يوجد و لا وسيلة تمويل واحده مستقلة لهذه السلطة، مما جعلها تعتمد بشكل شبه كلي على الدعم الخارجي و اسرائيل: اسرائيل بيدها كل شيء، الماء و الكهرباء و السولار و البنزين، حتى كمشة الملايين من وراء الجمرك و المعابر تمر عبر اسرائيل. الدول المانحه من ناحية اخرى، يمكن ان تتحول في اي لحظة الى الدول المانعه، كما حصل بعيد انتخابات 2006، و هذا منطقي جدا، فهل من المعقول ان تعطي الدول المانحه (التي يهمها وجود اسرائيل اكثر من وجود تلك الدول نفسها) الاموال للفلسطينين حتى يقاوموا بها اسرائيل!

طبعا هذا على المستوى العام، لكن حتى اذا نظرنا الى التفاصيل سنجد ان الشحده اصبحت سمة رئيسية من سمات مجتمعنا الفلسطيني، و لكن تحت اسم لطيف: "التمويل"، كل واحد انحرق كرته، بفتحله دكانه "ممولة" من الدولة الفلانية او المؤسسة الفلانية، و لان الدول (و حتى المؤسسات) مش جمعيات خيرية، فأهبل ابن أهبل من يعتقد ان هذا "التمويل" بريء، و لوجه الله تعالى او عشان سواد عنين عشراوي و اللحام و امثالهم و تاريخهم النضالي الحافل بالانجازات (هو حافل بالانجي اوز مش بالانجا زات)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق